لم يكن محللا للروايات ومعللا لأحداثها أو ناقدا لها؟ [121] ؛ وذلك اعتمادا منه على مقالة الطبري التي أفتتح بها كتابه والتي يبين فيها أنه لم يكن سوى ناقل للأخبار [122] ؛ ولكن الطبري قد خرج من هذا المسار الذي أراد أن يلزم نفسه به.
هذه هي الجوانب التي اضفاها الطبري على كتابة السيرة النبوية ضمن كتب التأريخ العام بخاصة، وكتب السيرة النبوية بعامة.
4. مروج الذهب ومعادن الجوهر، والتنبيه والأشراف لعلي بن الحسين المسعودي (ت 345 هـ) * هو أبو الحسن علي الحسين بن علي الهذلي، يرجع نسبه إلى الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود، نشأ في عاصمة الخلافة بغداد وجاب الأقطار والبلدان ورحل شرقا وغربا للاطلاع والسماع من أهل العلم والدراية والاستفادة من ثقافات الشعوب والأمم، فوصف الأماكن التي زارها في ثنايا كتبه، ولأجل ذلك جمع من الحقائق التأريخية والجغرافية ما لم يسبقه إليه أحد، وافاه الأجل المحتوم في الفسطاط بأرض مصر [123] . [121] ينظر، أدهم، بعض مؤرخي الإسلام، ص 24. [122] ينظر، تأريخ الرسل والملوك، 1/ 7- 8.
(*) كتب الدكتور جواد علي بحث [موارد المسعودي في التأريخ] ، مجلة سومر، دائرة الاثار، العراق، 1964، مج 20/ ج 1، 2/ 1- 49. وكتب الدكتور علي حسين الخر بوطلي دراسة وافية عن المسعودي عنوانها [المسعودي] ، دار المعارف، القاهرة، 1968. وكتب هادي حسين حمود دراسة عنه عنوانها [منهج المسعودي في بحث العقائد والفرق الدينية] ، دار القادسية، بغداد، ط 1، 1984. [123] ينظر، النجاشي، أحمد بن علي، الرجال، يوميى، 1317 هـ، ص 178- 179، السبكي، طبقات الشافعية، 2/ 307.