مختصرا لكتابين من كتبه [134] ، إذ أدى ذلك بطبيعة الحال إلى أن يستعمل أسلوب الإحالة إلى الكتب التي صنفها أو صفحات كتابه هذا وذلك في الموضوع الذي اقتضب فيه الحديث [135] .
علل المسعودي انتهاجه هذا المسلك بقوله: " ولم نعرض في كتابنا هذا لكثير من الأخبار بل لوحنا بالقول فيها تخوفا من الإطالة ووقوع الملل، إذ ليس ينبغي للعاقل أن يحمل البنية على ما ليس في طاقتها ويسوم النفس ما ليس في حيلتها، وإنما الألفاظ على قدر المعاني" [136] .
ان مسلك المسعودي هذا هو أسلوب جديد في الكتابة، إذ لم نألفه بهذه الشاكلة عند من سبقه، باستثناء اليعقوبي الذي أحال إلى بعض صفحات كتابه (التأريخ) [137] ، والطبري الذي فعل الأمر نفسه ولكن ليس بالصيغة التي انتهجها المسعودي [138] .
حفز هذا المسلك العلماء الذين أتوا بعده على السير على مساره وإتباع نهجه باختصار مواضيع كتبهم وذلك باستعمال الإحالة إلى المصنفات أو الصفحات من الكتب التي توسعت بذكر تفاصيل الحوادث التي تطرقوا لها [139] . [134] ينظر، مروج الذهب، 2/ 9- 10. [135] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 274، 277، 281، 283، 284، 285، 290، 291، 292، 303. [136] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 271. [137] ينظر، التأريخ، 2/ 33، 51، 56. [138] ينظر، تأريخ الرسل والملوك، 2/ 276، 3/ 183. [139] ينظر، ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، 1/ 25، 28، ابن حزم، جوامع السيرة، ص 256.