3. الابتعاد عن عرض الجوانب الشخصية والإعجازية في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم مثل دلائل نبوته وصفاته ومقتنياته من أسلحة وأدوات ودواب، إذ لم يورد أية رواية تضمن ذكرا لهذه الجوانب باستثناء رواية واحدة تعرض فيها لحادثة شق الصدر من قبل الملكين اللذين أخرجا علقة من قلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم [140] .
وقد يكون سبب عزوف المسعودي عن عرض هذه الجوانب طبيعة الكتاب الذي جعله مختصرا على لمع من الأخبار من دون التعرض لتفاصيل الأحداث ومتعلقات الأمور.
4. إيراد الروايات المتعارضة والمختلف فيها بين المؤرخين أنفسهم [141] ، فمن ذلك ما أورد من روايات عن إسلام الإمام علي (عليه السلام) وما قيل فيه، وقد أحال المسعودي بعد ذلك إلى الكتب التي صنفها والتي عرض فيها هذا الموضوع بإسهاب [142] ، وكذلك أورد الاراء المختلفة في أسماء أجداد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بعد جده عدنان [143] ، إذ بين سبب ذكره هذا الاختلاف بأنه أعلم الناس بعدم اتفاق المؤرخين حول ذلك [144] .
علل المسعودي هذا المنحى بغاية أجملها في كتابه قائلا: " وإنما حكينا هذا الخلاف ليعلم من نظر في كتابنا هذا أنا لم نغفل شيئا مما قالوه ولا تركنا شيئا ذكروه إلا انا ذكرنا ما تأتى لنا ذكره، وأشرنا إليه" [145] . [140] ينظر، مروج الذهب، 2/ 281. [141] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 279، 284، 286، 287- 288، 289، 290. [142] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 283. [143] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 273، 274. [144] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 274. [145] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 291.