فيها هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن منحاه هذا لم يتبعه فيه أحد من المؤرخين المتقدمين أو المتأخرين، باستثناء المقدسي الذي نقل بعض المسميات التي أطلقها المسعودي على السنوات التي تلت هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم إلى وفاته [168] ، لأن عمله هذا كان مجرد رأي أو تلطيف للقارئ أو لمن يريد حفظ الحوادث وسنوات وقوعها، هذه هي أغراضه من هذه المسميات.
2. الاهتمام بإيراد الأحكام الفقهية التي شرعها الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم للمسائل التي عرضها في كتابه ولا سيما في قسم السيرة منه، إذ ذكر اختلاف الفقهاء في المسائل المتنازع عليها في ما بينهم وآراءهم فيها، في حوادث عدة [169] مثل:
حادثة صوم شهر رمضان والوقت الذي شرع فيه [170] ، وحادثة تقسيم غنائم المعارك والاراء التي قيلت فيها [171] ، وحادثة دخول مكة بعدما منّ الله (سبحانه وتعالى) عليه بفتحها، والاختلاف في كون دخوله عنوة أم صلحا [172] ، هذه الأحكام الفقهية التي أوردها في قسم السيرة من كتابه التنبيه والتي اقتصر فيها على عرض الأحكام المختلف فيها حصرا.
3. قدم المسعودي في قسم السيرة من كتابه وصفا فريدا لكل مجموعة عسكرية بحسب عدد أفرادها، لم يسبقه أحد إليه في مثل هذه الكتب، إذ يقول:
" وقد ذكر عدة من ذوي المعرفة بسياسة الحروب وتدابير العسكر والجيوش [168] ينظر، محمد بن طاهر، البدء والتأريخ، نشر كلمان هوار، باريس، 1903، 4/ 180. [169] ينظر، التنبيه والأشراف، ص 220، 222- 224، 228، 231، 237. [170] ينظر، المصدر نفسه، ص 204. [171] ينظر، المصدر نفسه، ص 205- 206. [172] ينظر، المصدر نفسه، ص 231- 233.