ومقاديرها وسماتها، ان السرايا ما بين الثلاثة نفر إلى الخمس مئة، وهي التي تخرج بالليل. فأما التي تخرج بالنهار فتسمى السوارب ... وما زاد على الخمس مئة إلى دون الثماني مئة فهي المناسر، وما بلغ الثماني مئة فهو جيش وهو أقل الجيوش وما زاد على الثماني مئة إلى دون الألف فهو الخشخاش، وما بلغ الألف فهو الجيش ... وما بلغ الأربعة آلاف فهو الجيش الجحفل، وما بلغ اثني عشر ألفا فهو الجيش الجرار، وإذا افترقت السرايا والسوارب بعد خروجها فما كان دون الأربعين فهي الجرائد، وما كان من الأربعين إلى دون الثلاث مئة فهي المقانب، وما كان من الثلاث مئة إلى دون الخمس مئة فهي الجمرات، وكانوا يسمون الأربعين رجلا إذا وجهوا العصبة، ويقولون خير السرايا أربع مئة، وخير الجيوش أربعة آلاف ... وان الكتيبة ما جمع فلم ينتشر، وان الحضيرة النفر الذين يغزي بهم العشرة فمن دونهم، والنفيضة جماعة يغزى بهم ليسوا الجيش، وان الأرعن الجيش الكثير ... والخميس الجيش العظيم والجرار ... أكثر ما يكون من الجيوش العظمى" [173] .
وهذا الأمر يعدّ نقلة نوعية للكتابة التأريخية بعامة، وذلك بسبب ندرة عرض المؤرخين لهذه المسائل ولا سيما مصنفي كتب الأخبار والسير.
4. عرض عقائد الفرق الإسلامية في الروايات التي يحتجون بها من حوادث السيرة، لإثبات صدق دعواهم، مع التعريف بقسم من هذه الفرق، إذ وجدنا هذا الأمر شائعا في كتاب التنبيه [174] ، فمن الروايات التي ذكر فيها آراء الفرق [173] ينظر، التنبيه والأشراف، ص 242- 244. [174] ينظر، المصدر نفسه، ص 198- 199.