هذه هي المصنفات التي وصلت إلينا، والتي لمسنا فيها تجديدا وتطورا في كتابة السيرة النبوية ضمن كتب التأريخ العام، علما أن هناك مصنفات أخرى قد كتبت في هذا الجانب، ولكنها كانت تقليدية وغير ذات تجديد أو تطوير في جانب من الجوانب، وإن كان بعض المصنفات التي تم عرضها قد سارت على نمط سابقاتها، ولكننا لمسنا فيها أسلوبا أكثر تطورا من سابقاتها؛ مع تأكيد ظاهرة مهمة هي أن هذه الجوانب التي لمسناها بدأت تأخذ بالتضاؤل شيئا فشيئا كلما ابتعدنا عن المصنفات الأقدم ولا سيما بعد منتصف القرن الرابع الهجري حيث ان الكتب التي عرضت سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ضمن كتب التأريخ العام قد شخصنا فيها هذا التضاؤل، وذلك لأن المصنفين الذين سبقوهم قد استترفوا الإمكانيات والمناهج التي وظفت للكتابة في هذا المسعى؛ لذا نرى أن المتأخرين قد وجدوا الأوائل لم يتركوا لهم شيئا يقولونه في هذا الأمر.
أما بالنسبة إلى مصنفات التأريخ العام التي وصلت إلينا ضمن المدة قيد الدراسة والتي لمسنا فيها جانب التكرار والتقليد ومتابعة أنماط وأساليب المصنفات التي سبقتها فهي:
1. التأريخ العظيمي لأبي عبد الله محمد بن علي التنوخي (كان حيا سنة 538 هـ) :
خصص العظيمي قسما من كتابه هذا للحديث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم باختصار وإيجاز [250] ، وهذه السيرة وجدناها تطابق في منحاها العام ما كتبه [250] ينظر، التأريخ، مخطوط مصور في دار صدام للمخطوطات، برقم (9416) ، ورقة 32- 51.