اليعقوبي عن السيرة في كتابه التأريخ حين أورد الطوالع الفلكية في الحوادث الكبرى والمهمة في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم مثل حادثة المولد والمبعث والهجرة [251] ، ولم يقتصر العظيمي على الاقتداء بالعيقوبي فقط بل اقتدى أيضا بالمسعودي وابن عبد البر حين أورد ثبتا بأسماء المصادر التي اقتبس منها نصوصه والرواة الذين اعتمد عليهم في رواياتهم [252] ، أما المناحي الأخرى في إيراد روايات السيرة فقد أتفق فيها مع مسلك معظم كتب التأريخ العام في عرض الروايات [253] .
2. الكامل في التأريخ لأبي الحسن علي بن أبي الكرم المعروف بابن الأثير الجزري (ت 630 هـ) *:
كتب ابن الأثير هذا الكتاب معتمدا فيه على ما كتبه الطبري في كتابه التأريخ، وذلك من بدايته إلى حوادث السنة (302 هـ) [254] ، إذ يبين هذا الأمر في مقدمته التي افتتح بها كتابه هذا والتي مفادها: " انني قد جمعت في كتابي هذا ما يجتمع في كتاب واحد ... فأبتدأت بالتأريخ الكبير الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري إذ هو المعول عند الكافة عليه والمرجوع عند الاختلاف إليه فأخذت ما فيه من جميع تراجمه ولم أخل بترجمة واحدة منها" [255] . [251] ينظر، المصدر نفسه، ورقة 21، 22، 48، اليعقوبي، التأريخ، 2/ 15- 16، 30- 31، 93- 94. [252] ينظر، المصدر نفسه، ورقة 51- 52، التنبيه والاشراف، ص 4- 5، الاستيعاب، 1/ 20- 25. [253] ينظر، المصدر نفسه، ورقة 23- 31.
(*) كتب الدكتور فيصل السامر دراسة وافية عن ابن الأثير وكتابه الكامل في دراسته التي أسماها (ابن الأثير) ، دار الرشيد، بغداد، 1983. [254] ينظر، الكامل في التأريخ، 6/ 150. [255] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 5.