ومن إجراء المقارنة بين ما كتبه الطبري عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم [256] ، وما كتبه ابن الأثير في ذلك [257] ، سنجد أن الأخير قد حذا حذو الأول باستعراضه سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، باستثناء اقتصاره في الحديث على رفع الروايات المتناظرة في المعنى والفحوى كما أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه هذا [258] ، وكتابته الحوادث بتسلسل وعدم قطع الحادثة لاستمرار حصولها في سنة ثانية كما فعل الطبري في ذلك [259] .
وفي ختام عرضنا لهذا لكتاب يتبين لنا أنه كان أشبه بصورة مختزلة لكتاب [تأريخ الرسل والملوك] للطبري، وبه ننتهي من عرض المناحي التطورية لكتابة السيرة النبوية ضمن كتاب التأريخ العام. [256] ينظر، تاريخ الرسل والملوك، 2/ 239- 3/ 217. [257] ينظر، الكامل في التأريخ، 2/ 2- 220. [258] ينظر، الكامل في التاريخ، 1/ 5. [259] السامر، ابن الأثير، ص 81- 82.