عرض الخطي في كتابه هذا سيرة موجزة للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في ورقات يسيرة [107] ، كان الهدف من إيجازها تسهيل مهمة حفظها وكتابه المختصر الذي يقول في مقدمته: " هذا كتاب مختصر من كتاب تأريخ الخلفاء وتأريخ أقامتهم وأعمارهم وصفاتهم ... فإن ذلك في الكتاب الكبير مرسوم وأسقطته ها هنا ليقرب متناوله ويسهل حفظه" [108] ، إذ بينت هذه المقدمة أن هذا الكتاب مختصر لكتاب أوسع صنفه في هذا المجال مما يدل على أن السيرة التي حوته كانت أوسع بكثير من هذه السيرة التي تضمنها كتابه المختصر، ومع هذا الاختصار فإن هذه السيرة قد حوت في طياتها بعض الجوانب التي بينت شخصية الخطي في كتابه، وهذه الجوانب هي:
1. التصريح بالقول إن الهدف من تصنيف هذا الكتاب هو إيجاد مجموع بسيط يسهل حفظه [109] ، فكان الحافز على تصنيف هذا الكتاب حافزا علميا خالف به معظم المصنفات السابقة التي عرضت سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ضمنها.
2. استعمال الإسناد في ذكر حوادث السيرة ومتعلقاتها [110] ، وذلك حرصا منه على تدقيق الروايات ونقلها وتسهيل مهمة من يأتي بعده ويطلع على كتابه في أن يتبين مواطن الضعف والقوة في ذكر الأسانيد، ولا سيما قسم السيرة منه، إذ غفل باقي كتابه عن أي سلسلة للسند، وقد صرح في مقدمة كتابه مبينا ذلك بالقول: " ولا أكرر من الأسانيد في ذلك ما يطول عليّ به الكتاب ولا أدع تقييده منها بما لابد منه" [111] ، وأردف بعد ما انتهى من عرض سيرة [107] ينظر، مختصر تأريخ الخلفاء، مخطوط مصور في مكتبة المجمع العلمي العراقي، برقم (322) ، تأريخ، ورقة 2- 6. [108] ينظر، المصدر نفسه، ورقة 2. [109] ينظر، مختصر تاريخ الخلفاء، ورقة 2. [110] ينظر، الصدر نفسه، ورقة 2- 6. [111] ينظر، المصدر نفسه، ورقة 2.