على الفاضل ... بعد أن آثرت الاختصار الذي طلبته والإيجاز الذي حاولته" [119] .
من هذا نرى أن السيرة التي تضمنها هذا المصنف قد كتبت لغايات علمية ولكنها من الاختصار بمكان إذ لم تظهر فيها أي ملامح تطورية في كتابة السيرة تختلف في مضمونها ونسقها وأسلوبها عن مصنفات عرضت سيرة الرسول قبله، فكانت الأخبار التي وردت فيها معدومة من ذكر أي نقد أو تحليل أو مناقشة مما يبين أن الصاحب بن عباد قد ذكرها على أنها من المسلمات التي لم يختلف عليها أحد، فلم يكن عرضها إلا للتذكير بها.
4. الأنباء في تأريخ الخلفاء لمحمد بن علي بن محمد العمراني (ت 580 هـ) :
انتهت محاولات محقق هذا الكتاب في البحث المضني عن ترجمة لهذا المصنف بالفشل [120] ، ووصلت محاولاتي أيضا إلى النتيجة نفسها بعد أن كررت المحاولة في الحصول على ترجمة مهما يكن حجمها عن شخصية هذا المصنف.
سار العمراني في كتابه هذا على نهج من سبقه في كتابة سيرة موجزة للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم يفتتح بها مصنفا يحوي أسماء الخلفاء الذين تولوا خلافة المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم إلى عصر المؤلف [121] . [119] عنوان المعارف، ص 7. [120] ينظر، السامرائي، قاسم، مقدمة التحقيق لكتاب الأنباء، المعهد الهولندي للاثار المصرية، لا يدن، 1973، ص 6. [121] ينظر، الأنباء، ص 44- 47.