كانت هذه السيرة التي حواها هذا الكتاب كمثيلاتها من السير النبوية التي استعرضتها المصنفات التي سبقته في هذا الجانب إذ امتازت بالاختصار في عرض المعلومات، وهذا ما بينته مقدمة الكتاب التي تقول: " فإني ذاكر في كتابي هذا طرفا من أخبار الدولة القاهرة العباسية ... وأبتدأ بذكر سيد البشر والشفيع يوم العرض الأكبر ثم بعده للأئمة الأربعة ثم من أفضى إليه الأمر بعدهم ...
ونبدأ بمن بدأ الله بذكره وفضله على سائر خلقه وهو سيد المرسلين وخاتم النبيين أبو القاسم محمد (صلوات الله عليه وسلامه) وأنا أذكر نسبه ومولده وأزواجه وحواريه ومواليه وخدمه وعماله" [122] .
هذه هي مضامين السيرة التي ضمنها العمراني كتابه والتي لم نلمس فيها أي تطور وتجديد في كتابة السيرة النبوية ضمن هذا النوع من المصنفات، بل كانت مجرد عرض لحوادث وروايات تتفق في منحاها وفحواها مع المصادر التي سبقتها.
5. بلغة الظرفاء في ذكرى تواريخ الخلفاء لعلي بن محمد بن أبي السرور الروحي (كان حيا سنة 648 هـ) :
كان هذا الكتاب كسابقيه يعرض في بدايته سيرة موجزة للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم تناول فيها جوانب من حياته الشريفة [123] ، ولكن الميزة التي امتازت بها هذه السيرة المقتضبة هي أنها كانت أكثر عمقا ودقة في ترتيب وتوثيق الحوادث من [122] ينظر، الإنباء في تاريخ الخلفاء، ص 43. [123] ينظر، بلغة الظرفاء، مطبعة النجاح، مصر، ط 1، 1909، ص 2- 8.