التي سبقتها، فمع الاهتمام بالتوثيق التأريخي للحوادث بالشهر والسنة [124] ، وذكره لمصادره التي اعتمد عليها في إيراده لأخباره [125] ، قسم مراحل السيرة على وفق الحوادث الكبرى التي حصلت فيها، إذ كانت المرحلة الأولى متضمنة حياة الرسول من مولده إلى أن هاجر إلى المدينة [126] ، والمرحلة الثانية تضمنت حياة الرسول من مقدمه إلى المدينة حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى [127] ، وبتقسيمه السيرة النبوية إلى هاتين المرحلتين حرزت هذه السيرة الموجزة ضمن هذه المصنفات السبق والريادة في هذا المجال وإن كان هذا التقسيم معمولا به عند من سبقه ولكن ليس في مثل هذه المصنفات [128] .
هذه هي الميزة الوحيدة التي امتازت بها هذه السيرة التي تضمنها هذا الكتاب والتي كانت بمجملها مشابهة لما ورد في المصنفات التي سبقتها من حيث الحوادث التي عرضت فيها.
وبهذا الكتاب ينتهي عرضنا للمصنفات التي كتبت في تواريخ الخلفاء أو طبقتهم والتي تضمنت سيرة موجزة للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، مع اتصاف هذه المصنفات بعوامل مشتركة بينها، وهي:
1. الاقتضاب والاختصار في عرض حوادث السيرة ومتعلقاتها. [124] ينظر، المصدر نفسه، ص 4- 7. [125] ينظر، المصدر نفسه، ص 3، 7، 8. [126] ينظر، المصدر نفسه، ص 4- 6. [127] ينظر، المصدر نفسه، ص 6- 7. [128] ينظر، ص من هذه الدراسة.