الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم يقوم بها أثناء يومه الحافل [31] ، ولكن هذا المنحى- لم يكن بحد ذاته- تطورا جذريا على صعيد تدوين المصنفات الخاصة بشمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، بل يعدّ الأساس الأول للأساليب التي كتبت في ضوئها المصنفات الأولى للشمائل، إذ تبين لنا بعد ذلك أن المصنفين في هذا الموضوع قد وضعوا مقدمات لكتبهم عرضوا فيها عناوين الموضوعات التي بحثوها في مصنفاتهم؛ فكان منحى الترمذي هذا بمثابة الدليل الذي استرشد به من أتى بعده من المصنفين الذين طوروا وأضافوا شيئا كثيرا لطريقة الترمذي، فانتهجوا منهجا لا نعدّه مغايرا بل نعدّه منسقا ومرتبا أكثر من سابقه.
4. التعويل على الرواية في عرض الحادثة ومسبباتها، وتبيان درجة قوتها وضعفها بما يطلقه المحدثون من أحكام على الرواية والرواة (صحيح، حسن، ضعيف، غريب، ... ) [32] ، الأمر الذي جعل الكتاب خاليا من الاستنتاجات والتعليقات والربط بين ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من تصرفات في مواقف سابقة تكون مشابهة أو مقاربة لمواقف لا حقة؛ ونتيجة لذلك تبنى أحد المتأخرين مهمة الكتابة عن مسانيد الترمذي في كتابه الشمائل الذي أردف كل شيخ راويا في سلسلة السند بما قيل فيه من جرح أو تعديل من قبل المتخصصين في هذا العلم، وذلك لتتبين وثاقة الراوي والرواية التي يراد الاستنان بها [33] . ولم يقتصر الأمر على هذا، بل قام مصنفون آخرون بالتعليق وطرح الاراء التي تعبر [31] ينظر، السني، أحمد بن محمد (ت 364 هـ) ، عمل اليوم والليلة، تحقيق: عبد القادر أحمد عطا، مكتبة الكليات الأزهرية، 1969، ص 12- 82. [32] ينظر، الشمائل، ص 8، 28، 37، 43، 50، 65، 75. [33] ينظر، اللقاني، بهجة المحافل وأجمل الوسائل برواة الشمائل، ورقة 3- 98.