2. الفصل بين الأعلام التي حصلت في زمني الحرب والسلم من حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، إذ يقول في خاتمة كتابه هذا موضحا ذلك: " فهذه جملة متفقة وقاعدة مستقرة في ترتيب رسالاته واحكام شريعته، فأما أحكام جهاده في حروبه وغزواته، فسنذكره في كتاب نفرده في سيرته نوضح به مواقع أعلامه ومبادىء أحكامه، وبالله تعالى التوفيق" [68] .
شاطر الماوردي في ذلك الفريابي حين اقتصر على ذكر جانبين من الجوانب التي تعرضت لها كتب دلائل النبوة [69] ، وإن لم يتبع نهجه في عرضها، وهذا ما يشكل سمة تضاف إلى دلائل النبوة وهي تسليط الضوء على جوانب مستقلة من الأمور التي اتفقت عليها المحاور التي حصلت فيها تلك الحوادث والتي عدت دليلا من دلائل النبوة.
3. التوفيق بين منحى المتكلمين القائم على المحاججة والمناظرة العقلية ومناهج المحدثين التي يغلب عليها النقل، وذلك بإيراد الرواية الموافقة للفكرة أو الباب الذي يطرحونه في مصنفاتهم [70] ، إذ أوضح الماوردي أسلوبه القائم على المحاججة بالعقل والنقل في إثبات النبوات وإعلامها، وذلك بقوله:
" الكلام في إثبات النبوات يتقرر مع المعترفين ببعثة الرسل إلا أن منكريها يعمون الجميع بها ويدفعون كل مدع لها والكلام معهم قد قدمناه في إثبات النبوات على العموم.. وقد قدمنا أقسام المعجزات فإذا ظهرت إحداهن حجت ودلت على صحة النبوة وقد ظهر محمد صلى الله عليه وآله وسلّم أكثرها مع ما تقدمها [68] المصدر نفسه، ص 233. [69] ينظر، الفريابي، دلائل النبوة، ص 29- 53، ص 55- 88. [70] ينظر، روز نثال، مناهج العلماء المسلمين في البحث العلمي، ص 113- 121.