من إنذار وظهر في نبوّة بها من آثار، وتحقق بها من نبوات فصارت أعلم النبوات إعجازا وأوضحها طريقا وامتيازا" [71] .
دافع الماوردي عن الروايات التي أثبتها في كتابه هذا من حيث إنها أخبار آحاد، وذلك عند رده على بعض التساؤلات التي تطرح من جراء ذلك، إذ يجيب في دفاعه عن مسلكه هذا ب: " فعندنا جوابان أحدهما أن رواة الاحاد قد أضافوه إليه في جمع كثير قد شاهدوه وسمعوا راويه فصدقوه ولم يكذبوه، وفي الممتنع إمساك العدد الكبير عن رد الكذب، كما يمتنع افتعالهم للكذب ولكن جار اتفاقهم على الصدق مع الكثرة والافتراق وامتنع اتفاقهم عن الكذب، فلأن داوعي الصدق علة متناصرة ودواعي الكذب خاصة متنافرة، ولذلك كان صدق أكذب الناس أكثر من كذبه لأنه لا يجد من يصدق به أو يجد من الكذب من لا يقبل به.. والثاني أنها أخبار وردت من طرق شتى وأمور متغايرة فأمتنع أن يكون جميعها كذبا وإن كان في آحادها مجوز، فصار مجموعها من التواتر ومفترقها من الاحاد فصار متواتر مجموعها حجة وإن قصر مفترق آحادها عن الحجة وإذا استقر هذا الأصل في الأخبار لم يخرج المروي من أعلام الرسول عنها" [72] .
هذه هي المحاور التي اضفاها الماوردي في كتابه أعلام النبوة، ومع كل ذلك لم يلاق هذا الكتاب الذيوع والانتشار والتأثير في المصنفات التي تلته من حيث الاقتباس من نصوصه، إذ لم نجد سوى نقول قليلة في بعض المصنفات [73] ، ومع [71] أعلام النبوة، ص 56. [72] المصدر نفسه، ص 91- 96. [73] ينظر، ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 79، النباطي، علي بن يونس العاملي (ت 877 هـ) الصراط المستقيم لمستحقي التقديم، تحقيق: موسى بناتي، المكتبة الإسلامية، طهران، 1384 هـ، 1/ 6.