على الحصول على إجازة بروايتها [171] ، وأهتم آخرون بتضمين اقتباسات منها في مصنفاتهم واختصار بعض رواياتها [172] .
كان وراء كتابة ابن عقبة لمغازي الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم موقف ذكره ابن حجر وهو أن ابن عقبة قد رأى الناس يطعنون بشر حبيل بن سعد ويذمونه ويتهمونه بالكذب، فشرع في كتابة مغازي الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم حتى لا يترك مجالا للطعن لمن تسول له نفسه ذلك [173] .
بقيت نقول كثيرة من هذه المغازي في بطون الكتب التي تحدثت عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله استطعنا أن نتعرف منها طبية تلك المغازي وأثرها في تطور كتابة السيرة النبوية التي تركزت في عدة محاور أضفتها على كتابة السيرة، إذ تمثلت ب:
1. ربط أحداث السيرة بالأحداث التي سبقتها قبل الإسلام وما جاء بعدها إلى العصر الذي عاش فيه ابن عقبة، وإن كان الذين سبقوه قد برز فيهم هذا المنحى ولكنهم لم يماثلوا ابن عقبة في عرضه هذه الأحداث، إذ أعطى نقلة لمؤلفي الموسوعات التأريخية مثل ابن إسحاق والواقدي وابن سعد والبلاذري وغيرهم، ومنه بدأت ملامح المدرسة التأريخية تتضح أكثر من السابق [174] . [171] ينظر، ابن خير الأشبيلي، (ت 575 هـ) ، فهرست ما رواه عن شيوخه، تحقيق: فرنشيسكه قراره، دار التعارف، بيروت، 1973، ص 230، سزكين، تأريخ التراث العربي، 1/ 55. [172] ينظر، ابن عبد البر، الدرر في اختصار المغازي والسير، ص 29. [173] ينظر، تهذيب التهذيب، 10/ 361. [174] مصطفى، تأريخ العربي والمؤرخون، 1/ 159.