الأمر الذي يسبب الوقوع في أخطاء كثيرة في مواضع عدة، وبخاصة منها ما يحتاج إلى توثيق: أسماء، وأحداث، وتواريخ…
في الصفحة الأولى لهذا الكتاب نقرأ ما يلي: " ذلك الإنسان (يقصد النبي) المشهور بسلاحه وبسرعة فتوحاته ... والذي لا يسقط السلاح الأبيض من يديه، قد وجد أقلام كتاب تدافع عنه بالرغم من أنهم لم يعصبوا له عمامته". إن هذا الكاتب قد غاظه الحال عندما وجد أقلاماً منصفة من بني جلدته وهم يدافعون عن نبي الهدى. فحقده صار مضاعفا وهجومه زاد شراسة لعدم استقطابه هذه الأقلام. بل الأكثر من هذا كتابته في الصفحة (17) " أن الكتابة في هذا الموضوع (سيرة النبي) هو مضيعة للوقت "لأنه لا يستحق اهتماما. ويتساءل الإنسان العاقل كيف بنا ننتقد رسولا كريما ونحن لا نعرف حتى لغته؟ وحتى لو كان من أبناء هذه اللغة، أنملك القدرة على فهم كل ما جاء في هذا الدين إن لم نكن قد تتلمذنا على أيادي علماء مخلصين؟
فهذا الإلغاء للآخر يأتي حسب علماء النفس من ذلك الخوف الكبير الذي يجده ذلك الإنسان في نقصانه. فهو يرى سرعة انتشار الإسلام وكثرة أتباعه وبالرغم من هذا يقول في الصفحة (213) : "إن قانون محمد فيه أكاذيب كثيرة ومعتقدات ضد القانون الطبيعي بالرغم من كل هذا يتمسك المورو (المسلم) بها ... إن هذا المورو بليد؛ لأن جمال الدين لا يُرى من خلال ملاحظات أساتذته ولكن من خلال قداسة قانونه".