الحق وهاديا إلى طريق مستقيم. وما كان الحبيب بدعا من الرسل؛ وإنما جاء لإتمام البناء، فهو اللبنة وهو خاتم النبيين، كما قال صلى الله عليه وسلم. وقد ردَّ القرآن على مزاعم "مشايخ" Cansinos حينما قال: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الأحقاف: 9] .
وفي (ص 78) يقول الكاتب إن "اليهود دخلوا في الإسلام لأنهم اعتقدوا أن النبي هو المسيح المنتظر، فدخل بعضهم في الدين الجديد ولكن أغلبيتهم رفضوا حتى يتأكدوا من صدق نبوته، فقبل النبي لأنه فكر كرجل استراتيجي، ولكنه فرض عليهم ضريبة للبقاء على دينهم. ولكن بعد مرور العام الأول بدأ يفكر فيهم ويعاديهم حتى يؤمنوا بدينه. وقد طلبوا منه مراراً وتكراراً معجزة من السماء فرفض كما رفض في مكة فولى اليهود ظهورهم ولم يتبعوه. وبعد رفضهم هذا أخذ النبي يتخذ قرارات جذرية radicales فأمر بتغيير القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة بمكة ثم أذاع نشر سورة البقرة (لم تنزل في نظره) التي تفضل مكة على القدس. بعدها فرض ثلاث صلوات يومية ثم أرجعها خمسا وتباعا فرض الحج إلى مكة وصوم رمضان عوض اليوم العبراني yom kippur وختم كل هذا بالزكاة ملغيا كل الصدقات التي كانت من قبل … وفي قرآنه تناقضات منها مثلا: أن اليهود والنصارى والصابئين سيكونون من الناجين يوم القيامة، وفي أخرى يقول العكس. ويرجع تغيير العبارات في القرآن إلى حالة النبي النفسية، فكان في مكة مثلا يعطي عبارات عامة أما في المدينة فهو يتحدث كرئيس وقائد يعطي أوامر وقوانين ".