نام کتاب : لمحات في المكتبة والبحث والمصادر نویسنده : الخطيب، محمد عجاج جلد : 1 صفحه : 44
فاتك المتوفى سنة 480هـ أحد أعيان أمراء مصر وعلمائها مكتبة قيمة في العلوم الرياضية والحكمية وغيرها.. وكان للخليفة الناصر لدين الله 622هـ مكتبة كبيرة جدا، كما كان للخيلفة المستعصم بالله 656هـ مكتبة ضخمة في داره فيها نفائس الكتب في مختلف العلوم[1].
ولم تكن المكتبات في مشرق الدولة الإسلامية ومغربها مقصورة على أولي الأمر من الخلفاء والأمراء والوزراء، بل اهتم العلماء وطلاب العلم بالكتب وبتأسيس المكتبات اهتماما منقطع النظير، وقد وقف كثير من العلماء كتبهم على طلاب العلم، حتى أن الإمام الحافظ أبا حاتم محمد بن حبان البستي 354هـ وضع مؤلفاته الكثيرة في داز خاصة في بلدة بست وجعلها لأهل العلم[2].
ولم يقتصر النشاط العلمي وقاتناء الكتب وإنشاء المكتبات على الخلفاء والأمراء والوزراء والعلماء وطلاب العلم[3]، بل تعداهم إلى [1] انظر دراسات في الحضارة الإسلامية ج4 ص 194 وما بعدها. [2] انظر ترجمة ابن حبان في تذكرة الحفاظ ص 125 ج3، وفي طبقات السبكي 141ج2. وانظر بحثنا ابن حبان في الديليل البيليوجرافي للقيم الثقافية العربية ص 117 مطبوعات مركز تبادل القيم الثقافية بالقاهرة سنة 1965م. [3] وكانت كتب العلماء وطلاب العلم عزيزة عليهم يحرصون عليها حرصهم على أرواحهم. وكانوا لا يخرجونها من ايديهم غلا إذا دعت الضرورات الملحة إلى ذلك، وإن شعر المؤدب إبي الحسن علي بن أحمد الفالي يؤكد هذه الحقيقة، فقد اشترى الشريف المرتضى من الفالي كتاب الحميرة بستين دينارا، فغذا عليها للفالي هذه الأبيات:
انست بها عشرين حولا وبعتها ... لقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن لضعف وافتقار وصبية ... صغار عليهم تستهل شؤوني
صغار عليهم تستهل شؤوني ... كرائم من رب بهن ضنين
سير أعلام النبلاء ج11 قسم 2 ص 159 - 160. ومعجم البلدان فاله.
نام کتاب : لمحات في المكتبة والبحث والمصادر نویسنده : الخطيب، محمد عجاج جلد : 1 صفحه : 44