في كل معهد علمي مهما كان مستواه الدراسي للطلبة والمدرسين، يلزم فيها المتحدثون بأن يتقيدوا بالعربية الفصحى، مهما كانت موضوعات الأحاديث، ولو كانت من الأحاديث العادية غير ذات الشأن، وأن تقوم مؤتمرات دورية في العالم الإسلامي يشارك فيها ذوو الاختصاص لاكتشاف أحسن الوسائل لتسهيل نشر اللغة العربية في العالم.
ويقع قسم آخر من عبء هذه المسؤولية، على المجامع العربية التي يجب عليها أن تعمل بكل جهدها، على توحيد المصطلحات العربية لمختلف العلوم والفنون الحديثة، وأن تصدر في سبيل تحقيق هذه الغاية على شكل دوري مجلة عربية رسمية موحدة، تنشر فيها ما تتلقاه من طلبات ووضع مصطلحات عربية في مختلف العلوم والفنون، تفد إليها من جميع المؤسسات التعليمية وغيرها، ثم تنشر فيها جميع القرارات التي تتخذها بشأن المصطلحات العربية الحديثة، وقبل أن تتخذ قراراتها لا بد أن تطرح موضوعاتها على الرأي العام العربي، طالبة تقديم المقترحات حول المعاني العلمية أو الفنية الجديدة التي تريد أن توجد لها مصطلحات عربية.
ومن الخير أن تحدّد هذه المجامع مكافأة مادية لكلّ مصطلح ينال لدى المجامع العربية أولولية الإقرار، ومن ثم يلزم الكتاب والمؤلفون والمحاضرون بأن يتقيدوا بهذه المصطلحات التي توضع لها المعاجم الخاصة، على أن تجدد طباعتها بين حين وآخر، مضافاً إليها ما استحدث من مصطلحات.
وأخيراً فإن القسط الباقي من عبء هذه المسؤولية يقع على جميع المؤسسات الرسمية والدوائر الحكومية في جميع البلاد العربية، وعلى وسائل الإعلام المختلفة الشاملة للإذاعات والصحف والمجلات والأندية والمؤسسات الاقتصادية العامة أو الخاصة.
أما نشر اللغة العربية بين الشعوب الإسلامية فيتطلب عملاً إسلامياً عاماً تتحمل البلاد العربية فيه قسطاً كبيراً من مسؤوليته.
ومن وسائل تحقيق هذا الهدف افتتاح مراكز لتعليم اللغة العربية في كل بلد من البلاد الإسلامية، بالاتفاق مع حكومات هذه البلاد، ولن تكون