بلادهم , ثم أن يعملوا أيضاً - إن استطاعوا - على نشرها بين شعوب الأرض قاطبة , بأحدث وسائل النشر , وأقرب أساليب تعليم اللغات , ولا أقل من أن تكون هي لغة التخاطب بين الشعوب الإسلامية التي يبلغ عددها ربع سكان الكرة الأرضية.
هذا واجب إسلامي يطالب به جميع المسلمين , وهو واجب عربي يطالب به جميع العرب.
وتتحمل مناهج التعليم وبرامجها وخططها الدراسية وكتبها المدرسية والمدارس التي تطبق ذلك أثقل أعباء هذه المسؤولية الخطيرة.
وأي تهاون أو تقصير في أمر العناية بالعربية الفصحى من قبل المؤسسات المسؤولة عن وضع المناهج والبرامج والخطط الدراسية والكتب المدرسية , والمسؤولة عن الإشراف على المدارس التي تطبقها , سيكون مساهمة سلبية , تمكن لخصوم اللغة العربية , أن يظفروا ببعض ثمرات هجمات التحدي عليها وعلى الإسلام , الذي يمثل بالنسبة إليها قوة الحماية غير المنظورة , التي يعرفها الخبيرون , ويتجاهلها المغرضون.
فمن الواجب أن تضم المناهج الدراسية لجميع مراحل الدراسة النسبة الكافية من علوم اللغة العربية , وأن تعطى هذه المناهج من الخطط الدراسية النسبة الكافية من الساعات الأسبوعية , وأن يشجع المؤلفون والمنتجون بكلّ وسائل التشجيع المغرية لابتكار الطرق التعليمية السهلة لهذه اللغة , ولتأليف الكتب الملائمة التي تحبب اللغة العربية لروادها , وأن تقدم العلوم على اختلافها باللغة العربية الفصيحة اللينة السهلة , التي لا تقعير فيها ولا تعقيد , وذلك منذ أول المرحلة الابتدائية حتى نهاية المرحلة الجامعية , وأن لا يسمح بتدريس العلوم المختلفة باللغات الأجنبية , مهما دعت الضرورة إلى ذلك , فضرورة المحافظة على اللغة العربية أشد , والأمر ميسور لمن طلبه وسعى إليه , وأن تعد الجوائز والمكافآت للكتَّاب والأدباء والشعراء الذين يقدمون ثمرات إنتاجهم العلمي أو الأدبي , المتقيد بأصول اللغة العربية متنها وقواعدها والمتقيد بأصول العقائد والأخلاق الإسلامية , وأن تعقد مجالس محادثات عامة أسبوعية أو شهرية