القاتلة، من أكثر الأجواء النفسية والاجتماعية ملاءمةً لموت الفضائل الخلقية والكمالات السلوكية، ولنمو الرذائل الفردية والاجتماعية، وللوصول بالأمة إلى أدنى دركات الانهيار والضعف، لأنه جو يغري بالطغيان والاستعلاء، ويسهل فيه الحصول على كل متعة محرمة، وتنعدم فيه معظم مسببات الزهد في زينة الحياة الدنيا، وتفقد فيه معظم المذكرات بالله واليوم الآخر ومع نسيان الله واليوم الآخر والسكر بمفاتن الحياة الدنيا ومغرياتها تستشري في الإنسان بهميَّته، وتنطفئ فيه مصابيح المعرفة التي تهديه إلى الصراط المستقيم، وتستحوذ عليه شياطين الإنس والجن.
ومن أجل ذلك كان المترفون في الأرض هم الذين تصدوا لمعارضة رسل الدعوة الإلهية في مواجهة وقحة. وهم الذين تسببوا بنزول عذاب الله في الأمم، قال الله تعالى في سورة (سبأ/34 مصحف/58 نزول) :
وقد أدرك أعداء الإسلام أن الترف والرفاهية والانغماس في اللذات أمور تسبب البطر، وتوقف كل تقدم علمي وإنتاجي صحيح، وتصيب الأمة بانهيار خلقي وسلوكي يؤدي بها إلى الضعف والهوان، والتعلق بالقشور من