ظواهر الحياة، وترك موجبات المجد والقوة، فخططوا خططهم من أجل إغراق الذين بسط الله لهم في الرزق من المسلمين في أنواع الترف والرفاهية والمتع المحرمة، ودفعوا إليهم سيول وسائل الترف المشروعة وغير المشروعة من كل جانب، وزينوها لهم بألوان الترويج والتحسين الفاتن الموشي بالإغراء، وأثاروا بينهم دوافع التفاخر والتكاثر والتسابق إلى تحقيق أوسع صور اللذة، فحقق ذلك لأعداء المسلمين غرضين خبيثين:
الغرض الأول: إفساد أخلاق المسلمين وآدابهم وكل أعمالهم، وتوهين قواهم بذلك، وإيقافهم في واقع التخلف.
الغرض الثاني: ابتزاز أموالهم، واقتناص خيراتهم، بما يصدرون لهم من وسائل الترف وزينة الحياة، وبما يسهلون لهم من سبل محرمة تمتص مختلف طاقاتهم الفكرية والجسدية والنفسية، ثم تسلبهم كل وازع خلقي يحجز بينهم وبين ما يشتهون من آثام وجرائم.
وكان لأجنحة المكر نشاطات واسعة في ذلك، مضافة إلى النشاطات الخبيثة التي تقوم بها اليهودية العالمية، يدلنا على ذلك الواقع المشهود، والأقوال المكتوبة، ففي بروتوكولات حكماء صهيون قولهم: "إن الشباب قد انتابه العته لانغماسه في الفسق المبكر، الذي دفعه إليه أعواننا من المدرسين والخدم والمربيات اللاتي يعملن في بيوت الأثرياء والموظفين والنساء اللاتي تعملن في أماكن اللهو".
* * *
الوسيلة الحادية عشرة: سياسة المستعمرين غير الأخلاقية
شاعت أساليب غير أخلاقية في حياة كثير من الشعوب الإسلامية التي سيطر عليها الاستعمار، وذلك بتأثير الحكومات التي قبضت على ناصية بلادهم بسياستهم الاستعمارية، إذ كانت هذه السياسة تعتمد في معاملتها لهذه الشعوب على أساليب غير أخلاقية، كالكذب والخيانة ونقض العهد والغدر والإخلاف