الشرط الرابع: شدة البأس في القتال، وذلك لأن شدة البأس تجعل قلوب الأعداء فريسة الخوف، ومتى وجد الخوف سبيله إلى القلوب انهارت قوى الهجوم، ثم تنهار من ورائها قوى المقاومة ويفضل المقاتل حينئذ الفرار أو الاستسلام، ودليل هذا الشرط من القرآن قول الله تعالى في سورة (الأنفال/8 مصحف/88 نزول) :
{فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} .
فقوله تعالى: "فشرد بهم من خلفهم" يدل على الإلزام بإيقاع البأس الشديد في العدو المقاتل حتى تنخلع قلوب الذين من خلفهم ذعراً، فيشردوا ويفروا من وجوه المقاتلين من المسلمين، طلباً للسلامة، وإيثاراً للعافية، ومخافة أن يقع بهم مثل هذا البلاء العظيم.
الشرط الخامس: الثبات والمصابرة وعدم تولية الأدبار، مع الاعتصام بالإكثار من ذكر الله تعالى، وذلك لأ، من طبيعة الثبات والمصابرة أن تفل حد العدو المقاتل، وتسقيه كؤوس اليأس من الظفر، وبذلك تنهار قوته، ويساعد على الثبات والمصابرة الاشتغال بذكر الله والأمل بمدده المادي والمعنوي، ويدل على هذا الشرط من القرآن قول الله تعالى في سورة (الأنفال/8 مصحف/88 نزول) :
الشرط السادس: طاعة القيادة، وعدمُ التنازع في الأمر، ذلك لأن فقد الطاعة يجعل القيادة غير قادرة على استعمال القوى في مواجهة العدو، فتجمد القوى أو تتصارع فيما بينها، أو تستعمل في غير صالح المعركة، وذلك من