بينما تم الشكل الآخر بالوسيلة التي وقفت عندها معارف الهمجي المتوحش، البعيد عن المعارف المدنية وأساليبها.
وهكذا تكون أنواع التسلط المادي الذي تدفع إليه أهواء النفوس وأحقادها ومطامعها وغرائزها وشهواتها، ونشاهد من أمثلتها في العالم الحديث تحركات جيوش أجنحة المكر الثلاثة، وشر ما في هذا التسلط أن يوجه ضد حملة رسالة الخير والهداية للإنسانية جمعاء، وأن يعلن عداءه للإسلام، حيثما نبتت له غرسة، أو ظهرت له دعوة.
وباستطاعتنا أن نكشف الغطاء عن طائفة من البواعث النفسية الأنانية، التي تدفع مجرمي التسلط المادي المدنس بالمطامع والشهوات والأهواء والغرائز والنزوات والأحقاد السود، إلى العدوان على غيرهم من الأمم والشعوب.
فلدى البحث النظري والبحث التاريخي يتبين لنا عدد من هذه البواعث، ونذكر منها البواعث التالية:
1- الباعث الأول: الرغبة بإشباع الشهوة إلى الحكم والسلطان، وحب الاستيلاء على كل شيء، وهذه نزعة ربوبية تتحكم ببعض النفوس البشرية.
2- الباعث الثاني: الرغبة بابتزاز الأموال، والاستيلاء على مصادر الثروات إما حباً بالمال وافتتاناً به واستزادةً منه، وإما لتسخيره في تنمية القوة أو تحقيق مطالب الأنفس وشهواتها.
3- الباعث الثالث: الرغبة باحتلال أرض ذات مناخ أجود أو طبيعة أجمل من أرض الطامع بالتسلط، طلباً للمتعة، أو حباً بالتفاخر والتكاثر بين الناس. أو الرغبة باحتلال أرضٍ ذات مركز له أهمية تجارية أو سياسية أو عسكرية أو دينية في العالم.
4- الباعث الرابع: الرغبة بتسخير الشعب المطموع به في الأعمال المدنية الزراعية أو الصناعية أو العمرانية أو غيرها، أو تسخيره في الأعمال العسكرية وذلك بتجنيد مقاتليه لقتال أعداء قوة التسلط، واستخدامهم