5- الباعث الخامس: الرغبة بالتوسع في الأرض للاستيطان أو الاستغلال، ولا تتحقق هذه الرغبة إلا بمزاحمة السكان الأصليين، أو بطردهم من أرضهم، أو بإبادتهم وإفنائهم.
6- الباعث السادس: التنفيس عن كراهة موروثة وأحقاد قديمة، والرغبة بالانتقام من أمة من الأمم، أو دين من الأديان، أو مذهب من المذاهب الفكرية والاجتماعية، التي كان لها نفوذ ما عليهم أو على أسلافهم في حقبة من الزمن ويكون هذا التنفيس ضد العقائد والمذاهب بمحاولات هدم العقائد والمذاهب الصالحة، ونشر الأفكار الفاسدة الضارة، وإحلالها محلها.
7- الباعث السابع: الرغبة بإرضاء نوازع الحسد الذي يأكل قلوب طائفة من مجرمي التسلط، ولا تتحقق هذه الرغبة إلا بسلب كل أسباب النعمة التي يتمتع بها المحسودون، وذلك عن طريق استخدام القوة وبسط السلطان، أو عن طريق المداهمة بالغارات العدوانية وإتلاف أسباب النعمة التي أثارت داء الحسد في نفوس الباغين.
8- الباعث الثامن: خوف صاحب السلطان على سلطانه من القوة التي يتمتع بها قادته وضباطه وجنوده، فيحاول أن يتخلص منهم بتوجيه طاقاتهم الحربية لقتال شعوب غير خاضعة لسلطانه، ويغريهم باستباحة أموالهم ونسائهم وذراريهم إذا ظفروا بهم وغرضه من ذلك شغلهم أو صرفهم عن التفكير بإزاحته واحتلال مركزه وتدبير المؤامرات ضده.
9- بواعث متفرقة: وتوجد بواعث أخرى متفرقة، لا قيمة لها بذاتها عند الناس، إلا أن بعض ظروف الاحتكاك والتنافس المصحوب برعونات فكرية ونفسية جاهلية، قد تولدت مضاعفات غضبيّة وحميّات وعصبيات تؤدي إلى العدوان فالتسلط. وقد تتذرع بعض هذه البواعث بذرائع التفوق العرقي أو الحق الإلهي، كمطامع هتلر وموسوليني، وكمطامع اليهود الذين