الجاهلية، وهكذا إلى آخر حشد الرذائل الخلقية والاجتماعية، التي تخلفها الحروب المدنسة بالمطامع الأنانية غير المقدسة.
وقد عرف التاريخ القديم والحديث أمثلة كثيرة من الحروب، التي تثيرها من الشهوة إلى الحكم والسلطان بواعث ضاربة ضارية في نفوس بعض الناس، ممن ليس لهم من الدين ومخافة رب العالمين ما يضبط شراسة نفوسهم، ويملك جماحها العنيد، وليس لديهم مشاعر إنسانية عامة يحسون بها آلام شركائهم في الإنسانية.
وقد ظهرت هذه الأمثلة في مختلف الأمم البدائية والمتحضرة، وكذلك ظهرت في الأمم التي أدركت مدنيات القرن العشرين.
فنجد أمثلة منها في تاريخ الفرس، وأمثلة أخرى في تاريخ الروم، وأمثلة في تاريخ اليونان، وأمثلة في تاريخ الأحباش، وكانت الأمثلة التي ظهرت قديما ًفي هذه الأمم أمثلة كبرى ذات نطاق واسع.
وفي تاريخ العرب قبل الإسلام نجد أمثلة كثيرة منها، ولكنها جزئية ومحدودة ونجد مثل ذلك في تاريخ الشعوب البدائية.
وكانت الأمثلة منها قليلة ومحدودة في تاريخ المسلمين بفضل التربية الإسلامية، والروادع الدينية، ولم تظهر هذه الأمثلة إلا من منحرفين خارجين على التعاليم الإسلامية والوصايا الربانية.
أما أعداء الإسلام والمسلمين فقد سجل التاريخ عليهم أمثلة كثيرة منها، وتذهلنا الأمثلة التي قدّمتها الشعوب المغولية، والشعوب التترية، وفي الصليبية أمثلة دون ذلك.
فإذا وصلنا إلى تاريخ شعوب أوربا الحديثة جابهتنا الأمثلة الصارخة التي أعلنت عنها حروب كونية كبرى.
وهذه الأمثلة لا بد أن تتكرر وتظهر في كل مجموعة بشرية لم تعم فيها يد الإصلاح الديني عملاً فعالاً مثمراً، وشر ما في الأمر أن تحمل هذه المطامع