responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 727
فتسخرها فيما تشاء من أعمال، ثم جاء الاستعمار بصوره المختلفة فكان لوناً متمدناً من ألوان الاستعباد.
وإذا كان التاريخ القديم يحدثنا عن الشعوب المغلوبة المستعبدة التي بنت بكدها وذلها ودمها وآلامها للغالبين آثاراً خالدة، ظلت مائة آلاف السنين تشهد بمقدار التسلط الذي بلغوه، إننا قد شهدنا في التاريخ الحديث جيوشاً جرارة من إفريقية والهند مستعبدة مسخرة لتوطيد دعائم دول استعمارية، تسلطت على شعوبها، وبنت أمجادها بكد وذلك هذه الشعوب، وبطاقات أفرادها، وبخيرات أرضها.

وقدم إنسان المدنية الحديثة أمثلة من الاستعباد مناظرة لما كان يقدمه إنسان القرون الأولى دون فروق جوهرية كبيرة، إلا الفروق التي تقتضيها وسائل العصر، فكل منها قائم على استغلال الإنسان وغذلاله لأخيه الإنسان دون حق مشروع، أو هدف مثالي، ولدى البحث نجد أنه لا دافع لهذا العدوان إلا النانية الشخصية أو الجماعية، والمطامع النفسية الظالمة، والنزوات القائمة في نفوس أفراد متسلطين، أو شعوب أخذتها العزة بالإثم، فنمت فيها أنانيات ومطامع ونزوات مشتركة، فتواطأت على إروائها باضطهاد شعوب أخرى وإذلالها واستعبادها.
بينما لا نجد في رسالة الجهاد المقدس أي أثر لإقرار صور الإذلال والاستغلال والاستعباد، أما نظام الرقيق فقد كان لوناً من ألوان المعاملة بالمثل، إذ كان نظاماً سائداً في مختلف أمم الأرض، وحينما جاء الإسلام أخذ في إصلاح هذا النظام داخل المجتمعات الإسلامية، إذ لم يكن يستطيع أن يملي إرادته على الشعوب التي كانت تعلن عداءها للإسلام والمسلمين، أما إصلاحه تمهيداً للتخلص منه فقد كان بالحرص على تحرير الرقيق، وإيجاب الرفق في معاملته، واعتباره بمثابة عضو من أعضاء الأسرة الإسلامية، التي وكل إليها أمر الرقابة عليه خشية مؤامراته، فهو يأكل مما تأ: له منه، ويلبس مما تلبس منه، ولا يكلف من العمل إلا في حدود طاقته، حتى إذا ظهرت عليه أمارات صلاح حاله، واطمأنت النفوس إليه أطلقت حريته، ورفعت الرقابة عنه، وأعطي بذلك

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 727
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست