responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 726
والأهواء، إلى العدوان على غيرهم من الأمم والشعوب.

فمن المعلوم أن لكل إقليم خصائص اختصته العناية الربانية بها، فالإقليم الرخي الطري الناعم المثمر قد لا تكون فيه كنوز الذهب والفضة وسائر المعادن الثمينة، والإقليم المثمر قد لا تكون فيه كنوز الذهب والفضة وسائر المعادن الثمينة، والإقليم الذي تكثر فيه الكنوز قد لا يكون رخياً طرياً ناعماً مثمراً، وبعض الأقاليم محظوظ بأنه محطة اتصال بين عالمين متباعدين أرضا ً، مترابطين في المصالح التجارية أو السياسية أو غيرهما، فيحتل بينهما مركز الوسيط والطريق الذي يضطر إليه كلٌّ منهما.
وهذه الخصائص والهبات الربانية من شأنها أن تثير مطامع الطامعين، وحسد الحاسدين، فتجلب إلى أهلها موجات الغزاة، وتجعلهم عرضة لعدوان المعتدين ومحاولات تسلط الغاصبين، الذين ليس لديهم من الدين أو مخافة عدل رب العالمين ما يردعهم عن الاعتداء على حقوق غيرهم، فيحملون أسلحة التسلط المدنس بالمطامع الأنانية، ويباشرون أعمال الغزو غير المقدس ضد أصحاب الأرض الشرعيين، ولا غرو أن يقف هؤلاء موقف الدفاع الشريف عن أرضهم وبلدهم، وبذلك يقع الصدام الدموي المسلح، وتسفك الدماء، ويكثر الفساد في الأرض. والباعث المؤدي إلى حدوث هذه الويلات الجسام منحصر في المطامع النفسية الدنيئة التي ليس لها سند إلا الأنانية المجرمة، وحب الأثرة، والرغبة بالعدوان.

4- الرغبة بتسخير الشعوب

ومن البواعث النفسية التي تحرض مجرمي الحروب على التسلط، الرغبة بتسخير الشعوب في الأعمال الاستثمارة وغيرها، كالأعمال الزراعية أو الصناعية أو العمرانية أو أعمال الخدمات، وأشدها الأعمال الحربية، إذ يجندون الشعوب المغلوبة ويدفعون بها إىل معارك حربية ضد شعوب أخرى.

وهذا لون من ألوان استعباد الإنسان للإنسان بغية تسخيره في الأعمال، وقد سجل تاريخ الإنسان القديم والحديث أمثلة كثيرة من هذا الاستبعاد. لقد كانت الشعوب الغالبة تستعبد الشعوب المغلوبة استعباداً تاماً أو جزئياً،

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 726
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست