وأما المستوى الثاني: فهو المستوى الخاص، ويتمثل بحب الخير والسعادة مع التأييد والمناصرة والمودة للملتزمين بالحق، الداعين إليه، السالكين صراط الخير والهدى، صراط الله المستقيم.
وذلك لأنه قد اقتضت طبيعة نشر الحق والخير في المجتمع الإنساني، وطبيعة العمل على مقاومة الباطل والشر أين وجد ومن أية جهة صدر، مناصرة دعاة الحق والخير الملتزمين بهما، وكبح جماح دعاة الباطل والشر العاملين بها.
ولما كانت المناصرة أثراً من آثار الإرادة الإنسانية، التي تتأثر بالميل العاطفي، كان من مقتضى النصرة أن تكون مصحوبة بالحب في الله، وكان من مقتضى المكافحة أن تكون مصحوبة بالبغض في الله.
وقانون الحب والبغض في هذا الأساس مستند إلى مبدأين، يضم أحدهما الحق والخير، ويضم الثاني الباطل والشر، وضابط المبدأ الأول منهما ما أمر الله به عباده ودعاهم إلى العمل به وابتاعه، وضابط المبدأ الثاني منهما ما نهى الله عنه عباده ودعاهم إلى تركه واجتناب سبيله. وقد بين الدين الإسلامي للناس أوامر الله ونواهيه.
من أجل ذلك كانت ثمرة هذا القانون تتجلى في الحب في الله والبغض في الله، دون أن تتدخل في كل من الحب والبغض أية عوامل شخصية أو أهواء نفسية.
ومن شأن هذا الأساس أن يطلق دوائر الجماعات الإنسانية، ويأخذ بأيدي الناس إلى الوحدة العالمية، التي تعتمد على وحدة الفكر ووحدة الهدف في الحياة ويرافقهما وحدات أخرى ذات ارتباط بالنظم العامة، والتكوين السياسي للجماعات الإنسانية.