responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 737
8- خوف صاحب السلطان على سلطانه من عناصر قوته البشرية
ومن البواعث النفسية الأنانية غير المقدسة، التي تدفع مجرمي التسلط المادي إلى العدوان على غيرهم من الأمم والشعوب، خوفُ صاحب السلطان على سلطانه من القوة العسكرية والسياسية التي يتمتع بها قواده وضباطه وجنوده، فيحاول أن يتخلص منهم بتوجيه طاقاتهم القتالية لقتال شعوب غير خاضعة لسلطانه.

ويبدو أن هذا الباعث يلازم معظم ذوي السلطان، الذين لا يرون فيه معنى المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهم، والتي ينوء بحملها أفذاذ الرجال على مدى تاريخ الإنسان، وإنما يرون فيه مغانم وأمجاداً لهم ولمن يصتل بهم فقط، وربما يلازم طائفة من المخلصين الذين يدركون عظم مسؤوليته، إذا كانوا في مجتمع كثير الشر، يحتاج تقويمه إلى حشد كبير من القوى والخطط الذكية، واليقظة التامة، أما إذا كانوا في مجتمع قليل الشر، يقدر في ذوي السلطان العدل والاستقامة، ويشكر لهم قيامهم بالمسؤولية الكبرى، فإنهم قلما يلمس قلوبهم الخوف لى أنفسهم أو سلطانهم. ومن الأمثلة التاريخية لهذا القسم الخليفتان أو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، إذ كانا في المجتمع الإسلامي في عهديهما مثل سائر الناس في طمأنينة قلوبهما، وذلك لتوافر شرطين أساسيين:

أحدهما: فيمن بيده السلطان، وهو العدل والاستقامة، والشعور بالمسؤولية، والزهد القلبي بكل مظاهر الحكم.

وثانيهما: في المجتمع،وهو كثرة ذوي الاستقامة فيه، الذين يرون السلطان على صورة يزهد بها الحريصون على دينهم، الخائفون من ربهم، ما لم يلجئهم الواجب إلى الاضطلاع به، وهم يمجدون من يضطلع به منه من الأكفاء الأفذاذ، ذوي العدل والاستقامة.

على أنه رغم وجود هذا الباعث في نفس صاحب السلطان، فإنه لا يتخذ خطة لتثبيت حكمه بالعدوان والظلم والفساد في الأرض، متى كان لديه نصيب كافٍ من الإيمان بالله وحسن مراقبته والخوف من عقابه.
أما الذين قست قلوبهم وتعاظمت نفوسهم وسيطر عليهم الغرور

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 737
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست