ولهذه المدارس التبشيرية المعادية للإسلام مفتريات كثيرة عليه، منها ما يلي:
1- من عجيب النبأ ما ذكر لي بعض الطلبة من أبناء المسلمين الذين يدرسون في بعض هذه المدارس، أن من الشائع في المدرسة التي يتلقى تعليمه فيها أن القرآن الكريم من وضع الراهب بَحيرى، وأن هذا الراهب قد أخذ الإنجيل وصاغه صياغة جديدة، وزاد عليه التشريعات التي توافق زمنه، وهي التي تطابق ما جاء في السور المدنية، ثم إن هذا الراهب قد أعطى كل ذلك لمحمد، فتبناه وسماه قرآناً.
ومن عجيب هذه الفرية المختلقة الحديثة، التي يتعلمها أبناء المسلمين في بعض المدارس التبشيرية النصرانية أنها لا تستند إلى أية أكذوبة تاريخية، سبق أن افتراها معاد قديم للإسلام، وأن بدهيات التاريخ تثبت وقاحة مفتريها البالغة، وتحديهم الأحمق للحقائق التاريخية الناصعة.
فمن أية شبهة تصيد هؤلاء الأفاكون فريتهم هذه على رسول الله وعلى القرآن الكريم كتاب الله، وظاهر في هذه الأخبار عن الرهبان تأكيد نبوة الرسول محمد بما عند أهل الكتاب من بشارات وعلامات لا تنطبق إلا عليه.
وهل يليق بالأمانة العلمية المجردة أن يلجأوا إلى تضليلٍ مثل هذا التضليل، وإلى افتراء مفضوح مكشوف مثل هذا الافتراء.
إن فريتهم هذه أقل شأناً من فرية مشركي العرب، إذ زعموا أن النبي كان يتعلم القرآن الكريم من رجل أعجمي كان في الحجاز، فأنزل الله قوله في سورة (النحل/16 مصحف/70 نزول) :
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}
2- ومن التحويرات في الحقائق التاريخية التي تدسها المدارس التبشيرية