العقيدة الرابعة: أن من يقصد عبادة الكعبة حينما يتجه إليها في الصلاة فإنه يشرك بالله الواحد الأحد، ويتخذ الكعبة إلهاً من دون الله، كما يتخذ عُبَّاد الأوثان أوثانهم آلهة من دون الله، ويخالف بذلك أسس العقيدة الإسلامية ويخرج عن دائرتها.
وتأسيساً لهذه العقائد قال الله تعالى في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول) :
وبياناً لمعنى المسجد الحرام ليس إلا قبلة يتجه المسلمون شطرها حينما يعبدون الله في صلواتهم قال الله تعالى مخاطباً رسوله محمداً، ثم مخاطباً سائر المؤمنين في سورة (البقرة) :
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}
ومن الأمور البدهية أن ضرورة توحيد جماعة المسلمين تستدعي تحديد شكل عبادتهم لله تعالى، وتستدعي توحيد الجبهة التي يجب أن يتجهوا جميعاً إليها حينما يعبدون الله تعالى، وقد اختار الله من أرضه الواسعة مكاناً غير ذي زرع من أمكنتها،وجعل له تاريخاً دينياً مجيداً على أيدي صفوة من أنبيائه ورسله،فكان أول بيت عبادة وضعه الله