نام کتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي نویسنده : علي جريشة جلد : 1 صفحه : 56
معنى التغيير الاجتماعيّ, وصلته بالتغيير السياسيّ:
إن النخبة العسكرية في الشرق الأدنى؛ في مصر والسودان، والعراق وتركيا, وإيران وباكستان, كانت عوامل هامة في جلب التغيير الاجتماعيّ.
وتشترك النخبات العسكرية العربية عميقًا في الاعتقاد بضرورة التغيير الاجتماعيّ السريع.
أما الآن, فقد قبلت التأثيرات الغربية في الشرق الأدنى إلى درجةٍ تجعل من الصعب التحقيق من أن امرءًا ما قد ذهبت, أو لم يذهب إلى أوربا أصلًا، فقد أصبح العرب متغربين, بدون أن يتكلفوا عبء الذهاب إلى أوربا.
فبينما يترك الحكام الغربيون منطقة الشرق الأدنى، تتحول هذه المنطقة فتصبح أكثر غربيةً، ويواجه الزعماء العرب طريقتين:
فهم يطردون الغرب سياسيًّا، ويسحبون الكتل الشعبية إلى الغرب ثقافيًّا[1].
التغيير الاجتماعي إذن, يعني: تغيير قيم الأمة ومثلها؛ تغيير ثقافتها, وأخلاقها, وعقيدتها, وبعبارة واضحة: إبعاد المسلمين عن دينهم.
والتغيير الاجتماعيّ قد يسمى التغريب, وقد يسمونه المدنية, أو التطوير, أو التقدم, وأيًّا ما كانت الحال, فلن يكن هناك سبيلٌ إلى التراجع, إن العمل يسير بجدٍّ ونشاط في إدخال المدنية الغربية إلى مصر.
وهو يأخذ طريقه بتقدم ونجاح حسب خطة مرسومة وضعت خطوطها بعد دراسة الموقف, تقوم على التطور والتدرج[2].
وواضح أن التغريب، أو التغيير الاجتماعيّ الذي كان يجري على أيدي المحتلين والمستعمرين، صار يجري اليوم -في أكثر الأحوال- [1] راجع مورو بيرجر في "العالم الغربي اليوم" صفحات 306، 319، 320، 323، 324، 326، 331، 340، 348. [2] الفقرة الثالثة من تقرير اللورد كرومر, سنة 1906, ص 8 من النسخة الإنجليزية.
نام کتاب : أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي نویسنده : علي جريشة جلد : 1 صفحه : 56