الجانب الخلقي في الأزمة الاقتصادية
يشهد العالم في العصر الراهن أزمة عنيفة في قضاياه الاقتصادية وتبدو ملامح هذه الأزمة في الصراع حول الطاقة، والأسواق ومشاكل التضخم والبطالة، وقد فجرت هذه الأزمة في كل هذه النواحي الصراع بين ما يسمى بالشمال والجنوب أي الدول الغنية والدول الفقيرة، وبين الدول الغنية بعضها مع بعض وكذلك بين الدول المنتجة للبترول والتي تكاد أن تفقد وحدتها في هذا الصراع الرهيب نحو البقاء في عالم متقاتل متصارع.
وهذه الأزمة العالمية تلفنا من كل صوب لأننا جزء من هذا العالم نتأثر بما حدث فيه، والفرد العادي في أي مجتمع يناله نصيب من هذه الأزمات التي تجتاح العالم، فالمسكن والطعام والمركب والكساء كل ذلك يرتبط بالطاقة والصناعة والتجارة الخارجية، والتضخيم والبطالة، ولذلك فليس هناك من إنسان بمنأى عن هذه الأزمة.
وبالرغم من الاجتماعات المستمرة والمؤتمرات والصراعات فإن الأزمة تزداد تفاقماً عاماً بعد عام ويبدو أن استمر الحال على ما هو عليه أن يصفي الناس بعضهم بعضاً في صراع رهيب على البقاء قبل نهاية هذا القرن.
وقد يظن بعض الناس أن هذه الأزمة راجعة فقط إلى