وبالتالي يزداد دخلهم، وهذا الخلق الثالث الرديء أعني عدم الشعور بحاجات الفقراء ومحدودي الدخل سيؤدي حتماً إلى الدمار والخراب، فإن أقل ثمرات هذا الخلق هو الحقد والحسد والغش والسرقة واستعجال عذاب الرب ونقمته وهذا ما أصبحنا نسمعه في كل مكان.
* هذه في الحقيقة جولة سريعة في الجانب الخلقي الذي أهملنا بحثه للخروج من مشاكلنا الاقتصادية وإن كنا قد ذكرنا ثلاثة أخلاق فقط، فإنه يندرج تحت هذا آلاف من السلوك السيء الذي رمتنا به الحضارة الأوروبية، فالملايين من الدنانير التي تنفق على (المودات) والمجوهرات والتحف الفارغة، وزينة النساء والأضياع التافهة، والتدخين، كل هذا يعجل بدمار العالم ونهايته والعلاج من هذا الدمار قبل أن ينهي وجودنا هو أننا نستضرع المسؤولين أن ينظروا إلى الجوانب الخلقية وهم يحاولون حل المشاكل الاقتصادية والأخلاق، وإن كان معظمها ذاتياً ولا يفرض بقانون فإن هناك جوانب من الأخلاق من الممكن أن يتدخل القانون لفرضها، وكذلك يجب أن نعالج المشاكل الاقتصادية بنظرة شمولية يراعي حق الجميع في الحياة الطيبة لا حق الأغنياء فقط في الكسب وزيادة رؤوس أموالهم بأي طريق ولو كان بالامتياز على غيرهم والنهب والسرقة.