تحطمت فيها الإرادة العربية أمامه، وصفق العالم فيها لجرأته وقوته وكان هذا عام 1967، وأما الموقف الثاني للدول العربية، فهو موقف الشعوب وهي شعوب مغلوبة على أمرها لا تشارك بأي صورة من الصور في صنع القرار السياسي وهذه الشعوب وإن كانت لا ترضى بغير التحرير الكامل لفلسطين بديلاً إلا أنها واقعة دائماً بين الضغط والانفجار و (الترويح أو التنفيس السياسي كما ذكرنا هذا في مقال سابق) .
وهنا نصل إلى السؤال وما الحل، وقد وصلت جميع أطراف المشكلة إلى التقابل والتناقض؟ هل ستنتصر الإرادة الإسرائيلية في الاحتفاظ بالأرض؟ وما موقف أمريكا والساسة العرب إذن؟ هل يعني هذا تفجر الحرب من جديد وإذا كان ثمَّ حرب فعلى من ستكون الدائرة؟ أم ستنتصر الإرادة الأمريكية ويرضخ اليهود ويذعنون وينسحبون من الأراضي المحتلة مقابل ما يعطيهم العرب من صلح وسلام؟ وإذا تم هذا الأمر على هذا النحو، فهل يكون هذا نصراً للعرب أو نصراً لإسرائيل أو خسارة لهما جميعاً؟ وما موقف الشعوب العربية إذا تم السلام أو تمت الحرب؟!
* للإجابة على هذه الأسئلة نقول:
نحن الآن أمام احتمالات أهمها ما يلي:
أولاً: انتصار الإرادة الإسرائيلية وهذا يعني بالضرورة عدم الإذعان لمقترحات أمريكا الخاصة بالسلام، وسيجر هذا حتماً الساسة العرب إلى حرب لم يستعدوا لها يقنياً، وسيكون في هذا إحراج بالغ لأمريكا في العالم، وقد يضع هذا المنطقة بأسرها مرة ثانية في أحضان النفوذ السوفييتي، ولن توافق أمريكا بالطبع على هذه الحرب إلا إذا ضمنت عدم