المساس بوصول البترول إليها، ولن يكون ذلك إلا في ظل حرب خاطفة لا يفيق العرب إلا بعد نهايتها، والذين يرون هذا الاحتمال قريباً لا يجدون مسرحاً لهذه الحرب إلا الأردن وجنوب لبنان وذلك بهدف إنهاء الوجود الفلسطيني، وأخذ أرض للمساومة عليها مستقبلاً وإذا قامت مثل هذه الحرب فسيعود إلى العيان مأساة دير ياسين ليس في قرية واحدة فقط، ولكن في مخيمات بأكملها وسيشترك في هذه المذبحة اليهود والنصارى، وبالرغم من أن هذا هو الحل الوحيد أمام الإدارة الإسرائيلية الجديدة، فإن هذا الحل سيصطدم بالإدارة الأمريكية، ويقينا لا تستطيع إسرائيل الدخول في حرب إلا تحت مظلة أو سماح لدولة كبرى وليس أمام إسرائيل اليوم غير أمريكا، فهل ستستطيع إسرائيل إقناع أمريكا بأنها الحامية لمصالحها في المنطقة؟ وهل ستضمن أمريكا أن لا يتفجر الوضع وتزول الحكومات التي سارت خلفها طيلة هذه السنوات، قد يشجع أمريكا على المضي خلف الإرادة الإسرائيلية أن الشعوب العربية الموجودة الآن هي الشعوب التي رأت في اعتزال الزعماء العرب الذين حققوا أعظم هزيمة في التاريخ كارثة أكبر من تلك الهزيمة، وقد يشجعها أيضاً أن هذه الشعوب لا وزن لها في أي معادلة سياسية في هذه المنطقة..
وهذه حقيقة يجب علينا الاعتراف بها وعدم إنكارها، على كل حال إذا ضمنت أمريكا بقاء مصالحها في هذه المنطقة، وآمنت أنه لليهود القدرة على حراسة هذه المصالح فستقوم الحرب حتماً وسنجد أن كلام كارتر في دفاعه عن حقوق الإنسان ما هو إلا وسيلة من وسائل الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، وأن الشعب الفلسطيني لا يدخل يقيناً في حس كارتر عندما يتحدث عن حقوق الإنسان، وسيكون من السهل على أمريكا ابتلاع هذه