الأقوال الكثيرة التي سقطت من فم الرئيس الأمريكي المفتوح كما يسمونه هناك.
ثانياً: الاحتمال الثاني هو انتصار الإدارة الأمريكية والضغط على إسرائيل للقبول بما قبل به الساسة العرب (المعتدلون) وهذا يعني في النهاية كارثة بالنسبة للشعوب العربية وكارثة أيضاً في نظر الشعب والحكومة الإسرائيلية العربية وكارثة أيضاً في نظر الشعب والحكومة الإسرائيلية وتتويجاً عظيماً ونصراً مؤزراً للسياسة الأمريكية، وتثبتاً إلى حين - لأصدقائها في المنطقة العربية.
وبالرغم من أن وسائل الإعلام جميعها ستنطلق لتعلن -إذا تم هذا- انتصار الإرادة العربية ونجاح السياسة السلمية، وستؤلف كتيب وتدبج مقالات في فنون النضال السلمي الذي استطاع به العرب أن يفوزوا بالقضية وأن يرجعوا الشعب الفلسطيني إلى وطنه ودياره.
أقول بالرغم من كل هذا فإنه يجب على العرب أن يسموا هذا اليوم الذي يتم فيه هذا بيوم الذل العربي، وذلك أنه سيجسد لنا المعاني التالية:
أولاً: إننا أعطينا صك الشرعية لمن ذبحونا وشتتونا وأخرجونا من ديارنا عندما تنازلوا لنا عن شيء مما اغتصبوه. ثانياً: أن العرب ولأول مرة في تاريخهم يجعلون نصر أمريكا في الحفاظ على مصالحها نصراً لهم، وأنهم قد وكلوا غيرهم بمهمة التحرير والدفاع عنهم. وثالثاً: أن العرب وللأسف تفرق بين أفراد العصابة الواحدة، فتعادي المباشر بالقتل والسرقة فقط، وأما المخططون والمساعدون والمظاهرون لأفراد العصابة فهم يصادقونهم ويوادونهم ويتخذونهم أولياء. ورابعاً: أن العقلية العربية التي رأت في اعتزال رؤسائها وضياع الأنظمة الحاكمة كارثة أكبر من ضياع الأوطان والأموال وقتل الآلاف هذه العقلية هي هي لم تتغير.