الذي اغتصب شيئاً في غفلة من صاحبه، وضعف ومع أن صاحب الشيء يُراد منه أن يتنازل عن جزء من حقه وشهد العالم على ذلك إلا أن هذا اللص لا يمكن أن يرتاح مهما كانت المواثيق، ولذلك تطلب إسرائيل المستحيل ليكون هناك سلام حقيقي، فهي لا تطلب فقط الحدود المفتوحة والتمثيل الدبلوماسي والتجارة المتبادلة وإنما تريد منا أن نغير مناهج التعليم والتربية في بلادنا وهذا يعني التخلي عن تراثنا وسلخ جلودنا وطمس حضارتنا ليستطيع اليهودي في زعمهم أن يعيش مع العربي، وإذا كان كارتر قد ضمن لهم ذلك في مدى ثمانية أعوام فهو مخطئ حقاً، فالتراث والحضارة الإسلامية باقية ما بقي الجديدان والعداوة بين اليهود والعرب باقية أيضاً ما بقي الاسمان.
والانتظار الذي نصنعه نحن ليس صناعة سياسية ولا صناعة عسكرية، وإنما الانتظار يعني التعليق والتيئيس والتدويخ لنرضى بعد ذلك بما يقسمه الأعداء لنا من خيار.
وهنا يأتي سؤال: هل عدمنا الخيار في مشكلة فلسطين؟ وهل فقدنا كل أنواع المبادرات، ولم يبق في أيدينا من أوراق اللعبة شيء (كما يقولون) أم أن هناك خياراً رابعاً بأيدينا؟
فيما أظن أن جميع الاختيارات والحلول مازالت بأيدينا وإذا لم تكن فيجب أن تكون وهذه بعض منافذ نشير إليها إشارة فقط دون بسط وتدليل:
أولاً: في معركة (السلم) إن صح هذا التعبير فاليهود يملكون شهادة مزورة لحقهم في فلسطين وهذه الشهادة المزورة هي حقهم التاريخي في أنه كان لهم دولة في يوم ما في فلسطين، وحقهم الديني الذي تشهد به التوراة أما الحق التاريخي فهو باطل لأنه ليس هناك من مكان في الأرض إلا