من حكامهم أن يرفعوا أيديهم عن الدعاة الحقيقيين إلى الله سبحانه وتعالى، ويفسحوا صدورهم لسماع كلمة الله جل وعلا، ويسمحوا بأن تعاد صياغة مناهج التعليم والتربية وفق الإسلام، وأن يعملوا على تنقية مجتمعاتنا من الفساد بالهدوء والحكمة، وأن ينصفوا الشعوب من أنفسهم فيعيشوا في مستواهم ويسمعوا لشكاتهم وأن يتصفوا بالرحمة والعدل، وأن يعملوا على مداواة جراح الأمة المثخنة بالجراح والآلام، وأن يعملوا على إطعام الجياع، وإكساء العراة، ومسح الدموع من أعين الثكالى والمحرومين.
على حكامنا إن أرادوا حقاً الدعوة إلى الله والاحتكام إلى شريعة القرآن أن يقربوا أهل الأخلاق والدين والفضيلة والعفاف، وأن يبعدوا عن بطانتهم أهل النفاق والكذب والغش والسرقة، وهذه بدايات متواضعة جداً للدخول في البيت الإسلامي الطيب الطاهر.
وأما البدء بتطبيق حكم المرتد، فإنه يحمل آفات عظيمة على الإسلام والمسلمين؟ فعلى من ستطبقون حكم المرتد في وقتنا هذا؟
هل ستطبقونه على المسلم المتأول لكلام الله وكلام رسوله؟ وما أكثر التأويل في زماننا؟ ولعله لا يخلوا مذاهب عقائدي أو بدعة ظهرت في إسلام إلا ولها الآن أنصار ومشايعون، ومن فضول القول أن نقول إن كل أصحاب غلة وفرقة يرون مخالفيهم مرتدين خارجين عن الإسلام أو على الأقل يلزمونهم الكفر، أم هل ستطبقونه على الذين تركوا الصلاة والصوم متعمدين مجاهرين؟ وما هو موقفكم غداً من العصاة المصرّين المجاهرين وكما هو معلوم من الإسلام أن من جحد شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة فهو كافر، فالحجاب الشرعي للمرأة من المعلوم من الدين بالضرورة فهل