يعني أن تعاملنا مع أمريكا فورد مثلاً ليس كتعاملنا مع أمريكا كارتر للاختلاف الهائل بين الرجلين. والطرف الآخر في مشكلتنا نحن هم اليهود وهم شعب كان وما يزال دائماً على استعداد لأن يدمر نفسه ويدمر العالم إذا حوصر في الموقف الصعب. وقد ذكرنا مراراً أن انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وغزة وإقامة كيان فلسطيني فيهما هو الموقف الصعب بالنسبة لإسرائيل وما زلنا نقول أنها لن ترضى به مطلقاً مهما حدث وقد استطاعت إسرائيل كسب الجولة الآن بإقناع كارتر بعدم الانسحاب من هذه الأراضي والبحث عن حل آخر. والرؤساء العرب الذين تعاقبوا على أمريكا وحصلوا على وعود كارتر السابقة قد جاء بيغن بعدهم ونسفها من أساسها (والله أعلم ما الذي اتفقا عليه في الخفاء) والمشكلة التي كانت قائمة أمام أمريكا هي مشكلة البترول ويبدو أن إسرائيل قد دبرت امراً الآن لاحتلال منابع النفط والحيلولة دون قطع امداداته عن أمريكا في حالة نشوب حرب جديدة، وبذلك أخذت إسرائيل الآن طرف الخيط من أمريكا التي كانت قد دربت فرقاً من جيوشها على حرب الصحراء عندما هدد كيسنجر باحتلال منابع النفط.
* الذي يبدو الآن أن الدول العربية قد فقدت خيار السلم وقد سقط سلاح الضغط على أمريكا الذي شهره العرب واستطاعت إسرائيل الآن أبطال مفعوله وليس أمام الساسة العرب الآن إلا القبول بالاستسلام الكامل لإسرائيل فيما حصلت عليه من أراض بل والتنازل لها عن حصة من البترول العربي، أو الاستعداد لحرب خامسة جديدة، ولقد حذرنا منذ قرابة عام بأننا سنصل حتماً إلى هذه النتيجة وأن إسرائيل لن تتنازل عن شبر واحد من الأرض حتى في مقابل السلام.
والآن على الدول العربية المسارعة بتحصين منابع