حديث إلى الساسة
في هذا العصر الرهيب الذي يبلغ الصراع فيه بين البشر مداه وتطغى فيه المادة، وتختفي فيه الأخلاق من السياسة، تكون المصالح المادية هي العامل الوحيد في توجيه السياسات الدولية، ويتنادى فيه كل قبيل من الناس إلى وحدة تجمع شتاتهم، وتجعل منهم قوة في وجه أعدائهم.. أقول في مثل هذا العالم المعاصر الذي يفترس فيه القوى الضعيف وتمكر كل دولة بأختها يصبح الغافلون اللاهون من أبناء أمتنا عن وحدة تجمع شتاتهم وعقيدة تؤلف بين قلوبهم أعظم أجراما وأكبر أثماً.
* بالرغم من أن القضية التي أجملتها في السطور السابقة قضية متفق عليها بين أبناء أمتنا الإسلامية العربية وخاصة بعد أن شاهدوا تكالب الشرق والغرب عليهم، وقيام دولة انطلقت بالعدوان من ضمير الغيب يوم كانت فكرة في قلوب أصحابها واستمرت كذلك في عالم الفعل والشهادة إلى يومنا هذا، وأعلنت أنها ستظل كذلك حتى تحقق نهاية أحلامها بإجبار هذه الأمة على السجود تحت أقدامها والاستسلام لمبادئها وأفكارها وعلوها عليها. وفتح أبوابها مشرعة لمشروعاتها واستثماراتها. أقول بالرغم من هذا العدوان الصارخ لإسرائيل في الغيب والشهادة على أمتنا فإن العالم كل العالم وقف يؤيدها ويبارك خطواتها إلا مواقف