يسيرة من بعضهم دفعهم إليها الخجل تارة والمصلحة أخرى.. وهذه القضية التي لم يبق رجل من أمتنا إلا وأحس بها وعقلها قضية واحدة من قضايا العالم الذي يقوم على النفعية والتعصب، وفقدان الأخلاق والمبادئ، ومدح الظالم المنتصر واحتقار المظلوم المنهزم أقول ليس ثمة خلاف بيننا -فيما أظن- على الحكم على عالمنا المعاصر ودوله الكافرة التي تجردت من الأخلاق والمثل العليا. وليس ثمة خلاف بيننا أيضاً أنه لا حياة لنا ولا بقاء لنا في هذه الرقعة من الأرض حياة عزيزة إلا بوحدة تجمعنا، ورابط يربط بين قلوبنا، وسياسة مشتركة تنظم بها أمورنا وتقف بها -على الأقل- في وجه أعدائنا. كل ذلك فيما أظن لا أحد يخالف فيه ممن انتمى إلى عروبة أو إسلام. ويبدو إننا ملزمون أيضاً بأن نحكم على المخالف لهذه القضية بالخيانة والانسلاخ من هذه الأمة.
* وعلى كل حال ليس هذا ما قصدت بحديثي اليوم فليس من شأني أن أسود الصفحات في البديهات، وأن أبدئ أعيد في المسلمات، ولكني بصدد قضية هي منذ أمد موضع الجدال والخلاف بين أبناء أمتنا وهي الوحدة التي تجمعنا، وما العقيدة التي تؤلف بين قلوبنا أو كما يقولون ما (الأيديولوجية) التي تجعلها مبدأ ومنطلقاً لجهادنا وعزتنا ولست بمناقش أيضاً أهل الباطل -والذي اعتقده أنا باطلاً- بآلهم لها مقام آخر وأعني بأهل الباطل الذين يدعون إلى وحدة الأمة بالعروبة مفرغة من الإسلام، وإنما فقط نقول لهؤلاء ليس من الحكمة بتاتاً ولا من العقل أن نهمل في صراعنا من أجل البقاء عنصراً من عناصر القوة، وعاملاً من عوامل البناء والتصدي وأظنكم لا تمانعون أن يكون الإسلام عاملاً من عوامل القوة والبناء في هذه الأمة واستغفر الله من ذلك فليس الإسلام إلا كل القوة والبناء لهذه