كيف نصطاد الأرانب السحرية؟
* الحقيقة أننا ما زلنا مبهورين ومشدوهين أمام مارد الحضارة الأوروبية الذي يتعاظم أمامنا يوماً بعد يوم، وأننا ما زلنا للآن أيضاً لا نعرف كيف نتصرف سياسياً أو عسكرياً أو اجتماعنا أو تربوياً وتعليمياً - الزمن أسرع منا والغزو الفكري والثقافي والاقتصادي للكلاب المتصارعة علينا يصيبنا بالحيرة والارتباك. وقد أصبحنا في عالم عجيب ولا نملك فيه إلا النوايا الطيبة وهذه وحدها لا تكفي..
وهذه لمحة سريعة للواقع الأليم الذي تمر به أمة الإسلام في العصر الراهن، وتفصيل هذا الواقع أمر يطول سرحه ومشكلتنا هي أن نكون مستقبلاً أو لا نكون، فنحن بلا مراء - نعيش خارج عصرنا في الوقت الراهن وعندما أقول نحن فأنا أعني هذه الأمة الإسلامية والعرب منهم بالذات فالفوضى الفكرية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية أيضاً التي نعيشها لا حدود لها ولا ضوابط. ولذلك رفع مفكرو العرب والمراقبون السياسيون على هذه المنطقة اسم منطقة المفاجآت، ومنطقة كل شيء جائز وكل شيء محتمل!! وهذا حق. فمن كان يتصور أن أعظم الدول العربية استقراراً وأمنا والذي كان ملجأ لكافة اللاجئين السياسيين يقتل الإنسان في شوارعه على الهوية. ومن كان يتصور أن يتحول بعضنا من العداء