" إذا تزاحمت المفاسد واضطر إلى واحد منها قدم الأخف منها " [1] فيقبل إسلامه ويقبل شرطه، يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: " لا أعلم مانعا، لأن شرب الخمر أسهل من بقائه على الكفر، يبين له التحريم، ويدعو له بالتوفيق، أنت إذا أسلمت إن شاء الله سوف تتركه فإن هذا خير من بقائه على الكفر " [2] .
ويقول فضيلة الشيخ محمد العثيمين: " ذهب العلماء إلى أنه يقبل إسلامه، فيقال له: أسلمْ ثم إذا أسلم بينا له الحكم الشرعي في ذلك " [3] .
بشرط أن يكون ذلك المدعو جاهلًا بحكم ما يدعى إليه من الشريعة فيقول: " إذا كان جاهلا تحريم الخمر لأنه نشأ في بلاد بعيدة عن بلاد الإسلام أو في بادية، ويجهل تحريم الخمر وقد ألفها كما ذكرنا في الجواب واعتادها، فهذا يتدرج معه ببيان مفاسد الخمر، ثم إذا علم هذا وقامت عليه الحجة فإنه يمنع منها، وإذا شرب يقام عليه الحد " [4] .
فإنّ المفاضلة بين الأعمال، والحث على أعلى المصلحتين، وتقديم أهون المفسدتين جاءت به آيات كريمة في كتاب الله تعالى [5] قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217] [6] . [1] ابن سعدي، القواعد والأصول الجامعة، ص 78. [2] مقابلة علمية مع سماحته في يوم الجمعة الموافق 29 / 4 / 1414هـ مسجلة في شريط محفوظ لدي. [3] مقابلة علمية مع فضيلته في يوم الجمعة الموافق 21 / 4 / 1414هـ مسجلة في شريط محفوظ لدي. [4] مقابلة علمية مع فضيلته في يوم الجمعة الموافق 7 / 5 / 1414هـ مسجلة في شريط محفوظ لدي. [5] انظر: السعدي، القواعد الحسان لتفسير القرآن ص 119. [6] سورة البقرة، الآية (217) .