حماية الدعوة من اعتداء المعتدين، لما تحدثه من أثر كبير في إرهاب العدو وتحييده وزعزعة ثقته [1] فغزا صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة يدل على ذلك ما رواه البخاري «عن أبي إسحاق كنت إلى جنب زيد بن أرقم، فقيل له: كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة؟ قال: تسع عشرة، قيل: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة. . .» [2] فكانت أولى هذه الغزوات غزوة الأبواء، حيث خرج صلى الله عليه وسلم يريد قريشًا فوادع بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة من كنانة، وادعه رئيسهم مجدي بن عمرو الضمري [3] ثم غزا صلى الله عليه وسلم غزوة بواط، ووادع فيها بني مدلج من كنانة [4] وأرسل صلى الله عليه وسلم عددًا من السرايا، منها سرية عبد الله بن جحش التي غنمت عيرًا لقريش بعد ما قتلت بعض أهلها، وأسرت الباقين [5] وقد أدت هذه الغزوات والسرايا دورًا كبيرًا في إرهاب العدو وتحييده.
ثم كانت بعد ذلك غزوة بدر الكبرى، وأحد، والأحزاب، وقد كان لهذه الغزوات أثر كبير في دفع الهجوم عن دار الهجرة، ومنع اعتداء المعتدين ثم جاءت غزوات الحديبية وخيبر والفتح وحنين والسرايا المزامنة لها فكانت وسائل في إلزام قريش واليهود والعرب الخضوع للقيادة الإسلامية، ودخول كثير من العرب في الإسلام لما رأوا من نصرة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وإعزاز دينه [6] ثم [1] انظر: د. محمد بن مخلف المخلف، الحرب النفسية، ص 304. [2] البخاري، صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة العشيرة، أو العسيرة، (ك 67 ح 3733) 4 / 1453. [3] انظر: ابن هشام، السيرة النبوية، 2 / 170، 171، وانظر: ابن حجر، فتح الباري 8 / 4. [4] انظر: ابن هشام، السيرة النبوية 2 / 176، 177، وانظر: ابن حجر، فتح الباري 8 / 4. [5] انظر: ابن حجر، فتح الباري 8 / 4. [6] انظر: د. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية 471.