جاءت بعد غزوة تبوك السرايا المزامنة لها لتكون وسيلة في بسط نفوذ المسلمين على جزيرة العرب، وإظهار قوة الإسلام وأهله، وإبطال كيد الذين يتربصون بالإسلام الدوائر [1] وقد أشار ابن حجر إلى دور هذه السرايا والغزوات في نشر الدين، ودحض الكفر فقال: " قال ابن دقيق العيد: القياس يقتضي أن يكون الجهاد أفضل الأعمال التي هي وسائل، لأن الجهاد وسيلة إلى إعلان الدين ونشره، وإخماد الكفر ودحضه " [2] .
إضافة إلى ذلك كله فقد كانت تلك السرايا والغزوات بمجموعها وسيلة دعوية مهمة لما تحدثه من أثر في نفوس الأسرى الذين يمن عليهم صلى الله عليه وسلم، فيكون لحسن تعامله معهم وعظيم منه عليهم عظيم الأثر في دخولهم الإسلام [3] وهي وسيلة دعوية لما تحدثه من تساؤل لدى تلك القبائل العربية المنتشرة حول الدعوة الجديدة وقيادتها، فيكون نتيجة هذا التساؤل معرفة الإسلام، والدخول فيه [4] . [1] انظر: صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 412. [2] ابن حجر، فتح الباري 7 / 80. [3] انظر: ابن حجر، فتح الباري 8 / 421. [4] انظر: د. سيد محمد ساداتي الشنقيطي، مفاهيم إعلامية من القرآن الكريم ص 78.