فدل هذا الحديث على مكاتبته صلى الله عليه وسلم للكفار واتخاذ الكتاب في دعوتهم إلى الإسلام [1] وفيما يلي نص كتابه صلى الله عليه وسلم إلى هرقل كما أورده البخاري: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] » [2] .
، فكان هذا الكتاب وأمثاله وسيلته صلى الله عليه وسلم في دعوة هؤلاء القوم، وتبليغهم الإسلام، أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله: " وفي الحديث الدعاء إلى الإسلام بالكلام والكتابة " [3] .
وروى البخاري أيضًا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى. . .» الحديث [4] فدلت هذه النصوص على عمله صلى الله عليه وسلم بالكتاب، واتخاذه وسيلة دعوية لتبليغ من لم تبلغهم الدعوة.
وقد اتخذ صلى الله عليه وسلم كافة الأسباب المؤدية إلى نجاح هذه الوسيلة، فاختار [1] انظر: النووي، شرح صحيح مسلم 12 / 113. [2] البخاري، صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي، باب كيف أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ك 1ح 7) 1 / 7، 8. [3] ابن حجر، فتح الباري 6 / 209. [4] البخاري، صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب دعوة اليهود والنصارى، (ك 6 ح 2780) ، 3 / 1074.