نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 217
وهكذا تمضي النصوص الإسلامية في تحديد الاقتصاد الموجه، وبيان المحرم من وسائل الكسب التي يقترف الناس بها أموالهم.
شرح العنصر الثاني:
وهو إقامة العدل على أسس الحق بين مجموعة الميول والدوافع الفطرية ومطالبها، وواجبات الإنسان في الحياة، ثم إعطاء كل منها ما يناسبه ويصلحه بالعدل، دون أن يطغى بعضها على حقوق بعض، أو على حقوق سائرها.
لدى التبصر في مفاهيم الإسلام وأحكامه المختلفة نلاحظ أن هذا العنصر من عناصر الواقعية الإسلامية يتمثل بنظرة الإسلام الراقية إلى الإنسان كل الإنسان، لا إلى ناحية منه دون أخرى، وإلى جميع واجبات هذا الإنسان في الحياة الدنيا، وهي الواجبات التي تكون سبب سعادته فيها، وتأخذ بيده إلى أفضل مصير يمكن أن يصير إليه في الآخرة.
وقد اقتضت إقامة العدل بين مجموعة الميول والدوافع الفطرية ومطالبها، وواجبات الإنسان المختلفة في الحياة أن يقوم كل منها تقويمًا ملائمًا، ويعطي من طاقة الإنسان وفكره وعواطفه وزمنه بالعدل.
ومن أجل ذلك لم يرتض الإسلام في تربية المسلم السوي أن تسود فيه بعض الدوافع والميول الفطرية حتى تمتص معظم طاقاته، وتستهلك معظم عمره، وحتى يهمل بسبب ذلك ما لديه من دوافع خيرة، ويهمل واجباته الدينية والشخصية والاجتماعية في الحياة.
ولم يرتض الإسلام في تربية المسلم السوي أيضًا أن تهيمن عليه فضيلة من الفضائل الدينية العبادية أو غيرها، أو مجموعة منها، حتى تمتص معظم طاقاته, وتستهلك معظم عمره، مع إهماله بقية الواجبات، وحرمان نفسه من مطالبة الضرورية في الحياة.
وإنما رغب الإسلام في تربية المسلم حتى يكون إنسانًا سويًّا أن يصنع
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 217